المستخلص: |
جاءت فكرة البحث لتركز على سمو خطاب الأنبياء لأقوامهم مع أنه يعارض من قبلهم بالرد والأذى للأنبياء ومتبعيهم، فأردنا تسليط الضوء على جزء من خطابات الاعتدال من خلال عرض نماذج حية لصور واقعية تتمثل بدعوة الأنبياء والرسل لأقوامهم الضالين عن الحق وفق منهج الهداية الذي ارتضاه الله لخلقه، ومع هذا التيه والضلال الصادر من أقوامهم ومع التعنت وممارسة شتى أساليب القمع والوحشية في حق أنبيائهم إلا أنهم كانوا مأمورين بلين القول والحكمة والموعظة الحسنة فكانت أساليب دعواتهم متحدة مضمونا، مختلفة تشريعا، للوصول إلى هدف الاعتدال في خطاب الأنبياء لأقوامهم، ولكل نبي منهم أسلوب عرض خاص يفوق العقول البشرية قصه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، فالأنبياء هم القدوة بلا منازع، فلذا ارتأينا في ظل هذه الظروف الحالكة والمستعصية، وضياع الخطاب الناجح في عالم الأهواء والتصدر أن نقف وقفة متأمل في تلك القصص لتكون مصباحا مضيئا، والوقوف على نماذج مختارة من خطاباتهم مع أقوامهم للوصول إلى معالم خطابية ترشد الأمة في تقرير مصيرها. الهدف من البحث: يدور البحث حول الاجابة عن الأسئلة الآتية: كيف كان خطاب الأنبياء لأقوامهم؟ وما هي السبل الكفيلة لنجاح الدعوة مع الاقوام المعاندين لقبول الحق؟ وماهية الخطاب المعتدل الناجح. مشكلة البحث: أن تكون طبيعة الخطاب الناجح الذي يجب ان يتبناه الإنسان في تعامله مع من يدعوهم ويتعامل مستنبطا من خطاب الأنبياء عليهم السلام، من خلال استنفادهم للوسع في مجال الدعوة وعدم يأسهم من أقوامهم، واستخدمنا في هذا البحث الأسلوب النظري التطبيقي من خلال ربط الأحداث والوقائع بما تم ذكره في القرآن الكريم من قصص للأنبياء السابقين إذ ان الله تعالى لم يقص لنا هذه القصص عبثا، وانما من أجل أخذ العبرة منها. من هنا يجب تحقيق الاقتداء الكامل والتخلق بأخلاق الأنبياء عليهم السلام في انتهاج الخطاب المعتدل حتى مع المخالفين في المنهج، لأن ما لا يمكن تحقيقه بالقوة يمكن أن نحققه بالأسلوب اللين والخطاب المعتدل، وليكن المنهج النبوي في الخطاب هو الطريق الذي نسير عليه في كل تعاملاتنا سواء مع المتفقين أو المخالفين لنا في الفكر والمنهج.
This paper focuses on the elevation of the Prophets' addresses to their peoples despite the opposition and harm these people inflect on the prophets and their followers. The paper seeks to shed light on the addresses of moderation by quoting live and realistic specimen of the call of the prophets and messengers to their misguided peoples to follow the right path of God. Prophets were instructed by God to use soft speech, wisdom, and right sermon in their calls in spite of the animosity and oppression of these people. Each prophet has his own unique style of presentation and call that far supersedes human minds. Because prophets are the ultimate model to humanity and in view of the dark and hard conditions this paper contemplates the Quranic stories of Prophets and a sample of their addresses to their people to deduce discourse guidelines to guide the nation in deciding its destiny. The paper seeks to answer the question of how was the Prophets' address to their peoples. What are the means to make their call succeed? And what is the essence of successful moderate discourse. The nature of the successful address, that the individual should adopt in his dealings with other, should be derived from the prophets' address as they take all available time in their call and they're never going desperate. The paper follows the theoretical and applied methods to combine the events and happenings to what the Quran relates in the stories of the prophets. Individuals must follow and imitate the ethical behaviors of the prophets in using moderate address with the sinners and divergent because what force fails to achieve can surely be achieved by mild style and moderate address. The prophetic approach to address should be the path we follow in all our dealings with the pious and sinners alike.
|