المستخلص: |
يعتبر كتاب تاريخ العدواني* الذي كتب حوالي القرن 17 م كتاب في تاريخ وأخبار أهل ومنطقة الجنوب الشرقي الجزائري وبصفة خاصة منطقة وادي سوف، وعبر قراءة الكتاب وتتبع الأحداث عثرت فيه على بعض الحكايات تحمل في طياتها بذور السرد القصصي من حوار ووصف ولغة خاصة، وتبدأ هذه الحكايات من الصفحة 309 وتستمر إلى الصفحة 315 حيث قسمها المؤلف إلى مراحل وكأنها مراتب في التصوف فانطلق من العنوان "كرامات من سمرقند إلى الشلف" ووصل إلى عنوان "الملك لله وللصالحين" وتستمر بعض القصص المتفرقة لكن المسار الذي ذكرناه يعد متواصلا ويقدم عينة عن قصة وصفتها بالصوفية لأنها مليئة بالخوارق، وسأحاول خلال هذه الدراسة تتبع البنى السردية خلال هذا القصة التي تعد رحلة خيالية قام بها الشيخ العدواني، فرغم أنها غير منطقية من جهة والعدواني وضعها لاعتقاده فيها وليس من أجل تحميلها بعدا أسطوريا إلا أنها قدمت جمالية خاصة للقصة خصوصا في تصويره للفضاء وطريقة الحوار بين الشخصيات، لهذا سنحاول التفصيل في التركيبة السردية لهذه الرحلة حيث سنركز على بنية الشخصيات وفق نموذجها العاملي، وبنية الفضاء والزمان، كما سنتتبع اللغة والحوار وغيرها من البنى السردية، عبر مسار القصة المختارة والمقدر نصيا بخمس صفحات. كما نشير إلى أن معاملتنا لهذا النص ستتسم ببعض الخصوصية لكون المؤلف لم يقدم قصة بالمفهوم المعاصر بل هي مشابهة لطريقة السيرة الذاتية فهو الراوي والبطل والمؤلف.
|