المستخلص: |
بحثت هذه الدراسة موضوع الموقف الروسي من الأزمتين الليبية والسورية خلال الفترة الواقعة بين 2011- 2015؛ حيث قارنت بين الموقف الروسي من كلا الأزمتين، وقد عرضت هذه الدراسة أهم الأهداف الروسية في المجال الاقتصادي والسياسي والاستراتيجي التي دفعتها للتدخل في كل من الأزمة السورية والأزمة الليبية، مع التركيز على هدفها الأهم وهو استعادة دورها في المنطقة كقوة عظمى. وقد استندت هذه الدراسة إلى فرضية مفادها أن الموقف الروسي يتعاظم في التدخل في شؤون الدول تبعا لحجم المصالح التي تربط روسيا بالمنطقة بشكل عام وبالدولة المعنية بشكل خاص، وقد اعتمدت هذه الدراسة على المنهج التاريخي، والمنهج الوصفي التحليلي، والمنهج المقارن. ولقد توصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن روسيا سعت إلى تحقيقا أهداف ومصالح سياسية واقتصادية واستراتيجية في كل من الأزمتين السورية والليبية، بالإضافة إلى أن روسيا نجحت في تحقيق بعض أهدافها في سوريا من خلال الأزمة السورية، نظرا لخلفية العلاقات السابقة بين البلدين، بينما لم تنجح روسيا في تحقيق أهدافها في ليبيا بسبب الحضور الغربي والأمريكي الكبير في الأزمة الليبية، وأن مصالح روسيا المشتركة مع سوريا أكثر من مصالحها مع ليبيا، ومنها تجارة الأسلحة؛ حيث أن سوريا تعتمد على السلاح الروسي بشكل أكبر من ليبيا، بالإضافة إلى أن روسيا معظم استثماراتها الموجودة في الشرق الأوسط موجودة في سوريا، وتمثل سوريا بوابة العبور لروسيا في منطقة الشرق الأوسط، مما يدل على عمق المصالح الروسية السورية هي الدافع وراء اتخاذها هذا الموقف من الأزمة السورية.
|