المستخلص: |
تقوم هذه الورقة على القناعة بأن القدرة على القيام بأبحاث جيدة في حقل التربية عن بعد تتأثر بأمرين هامين. أولهما، إدراك الأسس النظرية للحقل، وثانيهما، معرفة الاتجاهات القديمة والحديثة في الأبحاث في هذا الحقل. وعليه ستركز هذه الورقة على إعطاء القارئ خلفية مناسبة حول الأمرين المشار إليهما. فبالنسبة للأمر الأول ستبين الورقة أن النظرية في التربية عن بعد شهدت تحولاً كبيرا خلال العقود الثلاثة الماضية، إذ انتقلت من التركيز على الجوانب شبه الصناعية للحقل (النموذج الصناعي) التي كانت غايتها التغلب على صعوبات المسافة الجغرافية الفاصلة بين المعلم والطالب، إلى التركيز على العملية التعليمية بأبعادها النفسية والتفاعلية والاجتماعية، بهدف التغلب على المسافة النفسية التفاعلية التواصلية بين المعلم والطالب البعيد. والسبب الرئيس للتحول هو الأدوات والإمكانيات المتوافرة حالياً لإحداث التفاعل والتي أوجدها التقدم التكنولوجي الهائل الذي في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وبالنسبة للأمر الثاني ستبين الورقة أن بحوث التربية عن بعد قد مرت بتطورات كبيرة في الموضوعات والطرائق٠ فبعد التركيز على الأبحاث شبه التجريبية المصممة لمقارنة فاعلية التربية عن بعد بفاعلية التربية التقليدية القائمة على اللقاءات الصفية الوجهية، أخذ الباحثون يركزون على كيفية حدوث التعلم في نظام التربية عن بعد. وبالتالي أخذوا يهتمون أكثر بالمتغيرات التي تنتج التعليم الفعال وهي متغيرات اجتماعية واقتصادية وتقانية. وتبين للباحثين أن الموضوعات الجديدة للبحوث أصبحت تتطلب طرقاً جديدة لجمع المعلومات المفيدة وتحليلها. وتنتهي الورقة بتقديم عدد من الاستراتيجيات المستقبلية للبحوث في حقل التربية عن بعد، كما تقدم عدداً من التوصيات للنهوض بالأبحاث في جامعة القدس المفتوحة بالذات.
The ability to conduct good research in distance education is known to be influenced by two important factors, namely: knowledge of the theoretical foundations of the field, and knowledge of the old and the new trends in the research conducted in the field. Therefore, this paper will focus on providing the reader with a suitable background on these two factors. Concerning the first factor the paper will show that theory in distance education has witnessed a major shift during the past three decades from the industrial theory to the transactional theory. The aim of the first theory or model was to overcome the difficulties created by the physical separation between the teacher and the learner. The aim of the second theory was to overcome the effects of the psychological and interactive difficulties which separate the teacher and the learner. This shift was made possible mainly due to the great advances in communication technologies. Concerning the second factor the paper will show that distance education has passed through significant developments in research topics and methodologies. Emphasis on comparative studies between the effects of distance education and traditional education through quasi-experimental studies gave way to focus on how students learn in distance education. This shift in the focus of research required the implementation of new techniques for data collection and analysis. The paper concludes with a discussion of the future strategies of research in distance education, and lists some recommendations for Al-Quds Open University researchers.
|