المستخلص: |
لقد أصبح من الضروري رسم سياسة لغوية عربية موحدة، لتحقيق الانسجام بين الناطقين بها وتقليل التناقضات وتيسير التناقضات داخل الدولة الواحدة أو في دول المجموعة اللغوية الواحدة، ومن شأن السياسة اللغوية أن تعمل وتؤكد على صلاحية اللغة العربية لأن تكون لغة للعلوم والآداب والفنون والاجتماع كما كانت في عصورها الأولى، فقد قدمت العربية للحضارة الإنسانية الكثير من العلوم؛ كالأرقام الحسابية، والرياضيات (الخوارزمي)، والجبر والكيمياء (ابن الهيثم)، والطيران (عباس بن فرناس)، والطب (ابن سينا)، وعلم الاجتماع (ابن خلدون)، ونظرية المعرفة (ابن رشد)، وأرقى الشعر (الشعر الجاهلي)، كما قدمت العربية في ظل اعتناق الإسلام آفاق العلم التجريبي (علم الأجنة). وعلى هذا الأساس يجب على سياستنا في الوطن العربي أن تؤسس لمنهج يحقق الأهداف والغايات للأمة العربية جمعاء، حيث يجعل العربية لغة جديرة بالدخول إلى ميدان سباق اللغات الدولي خاصة مع ظهور الوسائل والوسائط التكنولوجية الحديثة التي يجب استثمارها كاستراتيجيات تعليمية وتثقيفية وتواصلية لكل جزء من العالم العربي، وهذا يتطلب: - تأصيل وتطوير التعلم والتعليم والمناهج - ربط الماضي بالحاضر والمستقبل (ربط الأجيال بالتراث) - رسم خطط منهجية دائمة وأخرى مرحلية مواكبة لتطورات العصر ومرتبطة بنشاط العربي المتجدد - تحقيق سياسة لغوية فاعلة تعزز اللغة القومية - التعريب الشامل للتعليم المدرسي والجامعي - إنشاء المجمع اللغة العربية القومي - توطين البحث العلمي المتقدم في لغة الأمة - تحرير خطابات صناع القرار بالعربية الفصحى... ولا يجب أن نخاف من التعدد اللغوي لأنه قدر محتوم استناداً إلى قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ)، سورة الروم الآية 22، ولا من اللهجات الوطنية ولا من اللغات الأجنبية، بل يجب أن نعد هذا ثراءً لغوياً ومكسباً ثميناً لإثراء معجم اللغة، ومنح فرصة للانفتاح على الآخر للاستفادة من خبراته والاطلاع على أفكاره ومن أجل تحقيق غاية الله من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، سورة الحجرات الآية 13، وهي التواصل بين بني البشر حيثما وجدوا، هذا التواصل الذي لا يكون إلا باللغة التي تمثل شخصية الناطق بها، تقوى بقوته وتضعف بضعفه، كما تمثل مقدرته على المشاركة في بناء صرح الحضارة الإنسانية، ولن يتحقق لأي أمة من الأمم التقدم بغير لغتها. ووفق هذا الطرح سأعالج في ورقتي البحثية إن شاء الله كيف نستطيع برسم سياسة لغوية محكمة إحياء لغة الأمة والمحافظة عليها، رغم رياح العولمة ووسائل الاتصال الحديثة التي أصبحت تخدم لغات أجنبية أخرى في مقدمتها الإنجليزية، مقترحةً بعض الحلول التي أراها ناجعة انطلاقاً من واقع اللغة العربية في عقر دارها.
It seems to be very important to elaborate a united Linguistic Arab Policy which can make Arab native speakers be on harmony either in the same country or between Arab countries themselves. This Arab policy should assure the competence of the Arabic Language to be the Language of Science, Literature, Arts... as it was centuries before in the time of Khawarismi, Ibn Haytham, Abas Ibn Fernas, Ibn Sina, Ibn Khaldoun, Ibn Rochd... ect. This Arab Policy should promote a program that can further the aims and make the Arab Language in forefront with other foreign languages especially with the wild use of technologies in different domains which requires the development of learning and education and modern skills pushing it into progress by establishing a united Arab complex of terminologies. Multilingual becomes a necessity and allows us to be wild opening on the other side of the world and leads us to an efficient communication with the others. As it is shown in the Holy Quran (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ) الآية 22 من سورة الروم. وقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) سورة الحجرات الآية 13. In this paper we are going to shed light on how we can establish this policy in the Arab countries and suggesting some solutions that we can see them very useful.
|