المستخلص: |
لقد أصبح البحث في وضع اللغات ومكانتها من الجوانب المعرفية المهمة، لاسيما في ظل ما يشهده العالم المعاصر من تغيرات حضارية كبيرة جعلت الأوضاع اللغوية للمجتمعات في حركة دائمة ومتسارعة من التغير والتحول والصراع. والعربية من بين اللغات العالمية الكبرى في العصر الحالي، وليست بمنأى عما يشهده العالم من تحول متسارع في هذا الصدد. ولذا فثمة حاجة ماسة لمتابعة أحوال العربية، وموقعها ضمن منظومة اللغات الموجودة في العالم اليوم. وتحاول الدراسة استعراض أبرز الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع. وتنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية. الأول يقدم مفهوما موسعا للعربية بكافة ما تشتمل عليه من تنوعات ومستويات لغوية. والثاني يتضمن لمحة تاريخية موجزة عن العربية وتطوراتها التاريخية. والثالث يستعرض أبرز المعطيات المتعلقة بالواقع المعاصر للعربية. وتخلص الدراسة إلى أن العربية من اللغات الكبرى والقوية في منظومة اللغات لأسباب تاريخية وحضارية مهمة، ولكنها متأخرة أيضا عن ركب اللغات العالمية بها لا يتناسب مع منزلتها المتقدمة إجمالا. وذلك يتطلب سياسة لغوية فاعلة، وفهما معرفيا سليما، في حين أن غيابها هو أبرز وجوه القصور التي تهدد منزلة العربية حاليا.
|