المستخلص: |
تدريس العلوم من الأمور التي تحظى بالاهتمام العالمي, حيث أستمر البحث التربوي لإيجاد مناحي ذات فعالية لتدريس العلوم, واستثمار هذه الجهود للحصول على عملية تعليمية تعلمية ذات معنى للطلبة, تكسبهم متعة التعلم, وتحقق احتياجاتهم, وتربط العلم بحياتهم, وتوظف الخيال, وتعمل على غرس نوى لعلماء صغار. هدفت هذه الدراسة إلى استقصاء أثر المنحى الروائي في تدريس العلوم في فهم طلبة المرحلة الأساسية الدنيا للمفاهيم العلمية, ومهارات عمليات العلم, وفي إدراكاتهم للبيئة التعلمية الصفية, وعليه تم تحديد مشكلة الدراسة بالسؤال الرئيس الآتي: ما أثر استخدام المنحى الروائي في تدريس العلوم في فهم طلبة المرحلة الأساسية الدنيا للمفاهيم العلمية, ومهارات عمليات العلم, وفي إدراكاتهم للبيئة التعلمية الصفية؟ وقد تفرعت عن السؤال الرئيس الأسئلة التالية:- 1. ما أثر استخدام المنحى الروائي في تدريس العلوم لطلبة المرحلة الأساسية الدنيا في فهمهم للمفاهيم العلمية ؟ 2. ما أثر استخدام المنحى الروائي في تدريس العلوم لطلبة المرحلة الأساسية الدنيا في اكتسابهم مهارات عمليات العلم؟ 3. ما أثر استخدام المنحى الروائي في تدريس العلوم لطلبة المرحلة الأساسية الدنيا في إدراكهم لبيئة التعلم الصفية؟ وللإجابة عن أسئلة الدراسة واختبار فرضياتها, تم اتباع منهجية البحث شبه التجريبي, من خلال اختيار عينة قصدية, من مدرستين حكوميتين ضمن مديرية عمان الثالثة, تكونت من (97) فردا من طلبة الصف الثالث الأساسي, تم اختيار شعبتين عشوائيا من كل مدرسة, لتكون إحداهما مجموعة تجريبية والأخرى ضابطة, تكونت المجموعة التجريبية في كلتا المدرستين من (49) فردا, و المجموعة الضابطة من (48) فردا, وقد عولجت إحصائيا كوحدة واحدة, طبقت الدراسة في 26/2/2006ولمدة اثني عشر أسبوعا, وغطت وحدتين من الكتاب المقرر, في خمسة وعشرين درسا, استغرق تدريسها 49حصة. استخدمت في هذه الدراسة أربع أدوات، تم القيام بإعداد ثلاث منها, وهي: المادة التعليمية (التي بنت الباحثة نصوصها الروائية بعد أن تم تحليل المادة العلمية, واستخلاص أهداف الدروس من المنهج المقرر, بالإضافة إلى مجموعة من المواد الدرامية المصورة التي تم الحصول عليها من مكتبة الأفلام في الإذاعة والتلفزيون الأردني), واختبار فهم المفاهيم العلمية, واختبار مهارات عمليات العلم, وقد قامت الباحثة بعرض هذه الأدوات على المحكمين وإجراء التعديلات المقترحة. كما تم إيجاد معامل ثبات اختبار فهم المفاهيم العلمية باستخدام التجزئة النصفية, وقد كان 0.94وفق معادلة سبيرمان- براون. أما الأداة الرابعة "لائحة صفي" فهي أداة جاهزة تم تطبيقها في الأردن من قبل لقياس خصائص البيئات التعلمية الصفية. و للتحقق من تكافؤ المجموعتين تم تطبيق اختباري الدراسة و"لائحة صفي" تطبيقا قبليا, وتم استخدام اختبار "ت" للفروق بين المتوسطات, حيث أظهرت الدراسة تكافؤ المجموعتين في مستوى فهم المفاهيم, ومهارات عمليات العلم الأساسية, وإدراك البيئة الصفية. بعد ذلك تم استخدام المنحى الروائي مع المجموعة التجريبية والطريقة التقليدية مع المجموعة الأخرى, من قبل معلمة واحدة في كل مدرسة. وعند انتهاء التجربة تم تطبيق اختباري الدراسة و"لائحة صفي" تطبيقا بعديا على المجموعتين, و أظهرت الدراسة النتائج التالية: 1- تفوق أفراد المجموعة التجريبية الذين درسوا باستخدام المنحى الروائي على أقرانهم في المجموعة الضابطة في فهم المفاهيم العلمية. 2- تفوق أفراد المجموعة التجريبية الذين درسوا باستخدام المنحى الروائي على أقرانهم في المجموعة الضابطة في عمليات العلم الأساسية. 3- لم يظهر فرق ذو دلالة بين متوسطي المجموعة التجريبية الذين درسوا باستخدام المنحى الروائي و المجموعة الضابطة في إدراكهم العام للبيئة التعلمية الصفية, على مقياس "لائحة صفي". إلا أن فرقا كان ذا دلالة ظهر لصالح المجموعة التجريبية في كل من مجالي" الرضا" و"التماسك" فقط. وفرقا دال لصالح المجموعة الضابطة في مجال "الصعوبة", ولم يظهر فرق دال في كل من المجالين الآخرين ("الاحتكاك" و"التنافس"). ولقد أوصت الباحثة بتفعيل هذا المنحى في تدريس العلوم للمرحلة الأساسية الدنيا والإفادة من ميزاته في جذب الانتباه وزيادة الدافعية, و دراسة أثره في مجالات أخرى كالتفكير, والقدرة على الاحتفاظ بالمادة التعليمية, والاتجاهات العلمية, وطبيعة العلم.
|