المستخلص: |
تهدف هذه الدراسة إلى تقويم محتوى كتب الأحياء في مرحلة التعليم الثانوي العام، ومقارنته بمحتوى منهج الأحياء في التعليم الثانوي نظام المقررات من خلال تطبيق معايير موحدة تشمل جوانب المحتوى العلمي لمواد التربية العلمية، وقد أجريت الدراسة وفق المنهج الوصفي (تحليل المحتوى) حيث استخدمت بطاقة تحليل تتضمن مجموعة المعايير التي ينبغي تحققها في محتوى كتب الأحياء، ويندرج تحت كل معيار مجموعة من المؤشرات التي تصف المعيار وتحلله إلى عناصر يمكن ملاحظتها وقياسها، وتم تطبيق الأداة على جميع كتب الأحياء في المرحلة الثانوية (طبعة العام الدراسي 30/1431ه -2010م). ولتحديد المعايير التي تتم في ضوئها عملية التقويم رجع الباحث إلى المشروعات العالمية في مجال بناء وتقويم محتوى علم الأحياء في التعليم الثانوي ومن أبرزها: مشروع لجنة دراسة مناهج علم الأحياء في الولايات المتحدة الأمريكية (BSCS)، والمشروع البريطاني لتطوير تدريس علم الأحياء نافيلد Nuffield، ومشروع اليونسكو UNESCO لتطوير تدريس علم الأحياء، ومشروع الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم (AAAS) المعروف بمشروع (2061)، إضافة إلى مراجعة فاحصة للعديد من قوائم المعايير خاصة تلك التي نالت قدرا كبيرا من النقد والتنقيح، وحظيت بإجماع نخبة من أبرز المختصين كمعايير التربية العلمية الأمريكية (NSES)، والمعايير القومية للتعليم في مصر، ومعايير المناهج في قطر، مع الاستفادة من العديد من أدبيات التربية العلمية، ونتائج الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالية، كما استوفت الأداة شروط الصدق والثبات بدرجة كافية للوثوق بنتائجها. وقد أظهرت النتائج أن محتوى كتب الأحياء بالمرحلة الثانوية يحقق معايير الاختيار والتنظيم بمتوسط يتراوح بين (3,67) و(3,92)، أما على مستوى المعايير المشتركة لمواد العلوم الطبيعية فقد امتازت كتب الأحياء بتحقيق معيار العلم والإيمان بدرجة مرتفعه، وبمتوسط (3,88) للصف الثاني و(4) للصفين الأول والثالث، بينما تدني مستوى تحقق معايير: العلم والتقنية، والعم من منظور شخصي واجتماعي، والبحث والتجريب مما يشير إلى أهمية إيلاء هذه الجوانب اهتماما أكبر في عملية تطوير محتوى منهج الأحياء بالمرحلة الثانوية، كما اتضح أن المحتوى لم يتناول (35) موضوعا أي ما نسبته (43,20٪) بشكل كاف من التفصيل، وأظهرت المقارنة تفوق محتوى الأحياء في التعليم العام على نظيره في نظام المقررات. وبناء على ما توصلت إليه الدراسة من نتائج فإن الباحث يوصي بإجراء مراجعة شاملة لمنهج الأحياء في المرحلة الثانوية، يتم خلالها توجيه مزيد من العناية بجوانب البحث العلمي والتجريب المخبري المتضمنة في أنشطة الاستقصاء العلمي الهادفة، في ضوء ما تنادي به فلسفة المعايير والاتجاهات الحديثة في التربية العلمية. كما يوصي بأن يتم تطوير محتوى منهج الأحياء في المرحلة الثانوية في إطار مشروع وطني متكامل لبناء معايير لجميع جوانب تعليم العلوم في مراحل التعليم العام في المملكة العربية السعودية.
|