المستخلص: |
هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن أثر برنامج تعليمي مستند إلى مكونات الذكاء العاطفي في تنمية السلوك الأخلاقي ومهارات التفكير العليا وتحقيق الأهداف الوجدانية في مادة التربية الإسلامية، وقد استخدمت الدراسة المنهج شبه التجريبي بتصميم مجموعتين متكافئتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة. وتكونت عينة الدراسة من (١٣٧) طالبة من طالبات الصف العاشر الأساسي، وزعن عشوائيا إلى مجموعتين تجريبية وضابطة، وقد ضمت المجموعة التجريبية (٦٨) طالبة درسن باستخدام برنامج تعليمي مستند إلى مكونات الذكاء العاطفي وفق نموذج جولمان، وأما المجموعة الضابطة فقد ضمت (٦٩) طالبة درسن بالطريقة السائدة المعتادة في تدريس مادة التربية الإسلامية، وطبقت الدراسة في مدرستين من مدارس الحلقة الثانية في محافظتي مسقط، وجنوب الباطنة. ولتحقيق أهداف الدراسة أعدت مجموعة من الأدوات البحثية ذات العلاقة بالمتغيرات التي استهدفتها الدراسة، وهي كالآتي: أولا: مقياس السلوك الأخلاقي، وتكون من اثني عشر نصا توزعت على السلوكات الأخلاقية المستهدفة وهي: (ضبط النفس، والصدق، واحترام الآخر، واحترام النظام)، يتبع كل نص منها خمس عبارات، بما معدله (٦٠) عبارة للمقياس ككل. وقد تم التحقق من صدق المقياس بعرضه على مجموعة من المحكمين وأما ثباته فحسب باستخدام معامل كرونباخ ألفا حيث بلغ (٠,٩٠). ثانيا: الاختبار المعرفي في مهارات التفكير العليا (التطبيق، والتحليل، والتركيب، والتقويم): تم بناء نموذجين بحيث يطبق النموذج الأول قبل إجراء التجربة، ويطبق النموذج الثاني بعد تطبيق التجربة بهدف المقارنة بين أداء المجموعتين التجريبية والضابطة، وتكون الاختبار من (٤٠) مفردة لكل منها أربعة بدائل. وقد تم التحقق من صدق الاختبار بعرضه على مجموعة من المحكمين، وأما ثباته فحسب باستخدام معامل كرونباخ ألفا حيث بلغت قيمته (٠,٦٦٧) للنموذج الأول، و(0.711) للنموذج الثاني، كما حسب معامل ارتباط بيرسون بين كل من درجات النموذج الأول، ودرجات النموذج الثاني للاختبار، حيث بلغت قيمته (0.850). ثالثا: مقياس تحقيق الأهداف الوجدانية، وتكون من (٦٦) عبارة توزعت على المستويات الخمسة المستهدفة وهي: (الاستقبال، والاستجابة، وتكوين القيمة، وتنظيم القيم، والتكوين والتنظيم). وقد تم التحقق من صدق الاختبار بعرضه على مجموعة من المحكمين، وأما ثباته فحسب باستخدام معامل كرونباخ ألفا حيث بلغت قيمته (٠,٨٧).
وقد تمت المعالجة الإحصائية لنتائج الدراسة من خلال برنامج الرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS) باستخدام التحليل الوصفي، والاستدلالي؛ باستخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، والمتوسطات الحسابية المعدلة، واختبار "ت" (T-Test) للعينات المستقلة، وتحليل التباين الأحادي المصاحب (One Way ANCOVA) لتحديد مصدر الفروق والتباينات البعدية واتجاهها، ومستويات دلالتها الإحصائية بين المتغيرات المختلفة، وقد أسفرت الدراسة عن النتائج الآتية: - وجود فرق دال إحصائيا بين متوسط درجات طالبات المجموعة التجريبية ومتوسط درجات طالبات المجموعة الضابطة في التطبيق البعدي لمقياس السلوكات الأخلاقية، في كل من: ضبط النفس، والصدق، واحترام الآخر، واحترام النظام لصالح المجموعة التجريبية. - وجود فرق دال إحصائيا بين متوسط درجات طالبات المجموعة التجريبية ومتوسط درجات طالبات المجموعة الضابطة في التطبيق البعدي للاختبار المعرفي، في كل من: التطبيق، والتحليل، والتركيب، والتقويم لصالح المجموعة التجريبية. - وجود فرق دال إحصائيا بين متوسط درجات طالبات المجموعة التجريبية ومتوسط درجات طالبات المجموعة الضابطة في التطبيق البعدي لمقياس تحقيق الأهداف الوجدانية، وفي كل من: الاستقبال، والاستجابة، وتكوين القيمة، وتنظيم القيم، والتكوين والتنظيم لصالح المجموعة التجريبية. وفي ضوء النتائج السابقة خلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات والمقترحات، منها: تشجيع معلمي مادة التربية الإسلامية على تفعيل استراتيجيات تدريسية قائمة على مهارات الذكاء العاطفي وإجراء دراسات تتقصى الدور الوظيفي لمهارات الذكاء العاطفي حسب متغير النوع الاجتماعي، بالإضافة إلى مستويات تحصيلية مختلفة (المتأخرين دراسيا، والعاديين، والمتفوقين) وإجراء مقارنات تكشف عن حجم أثر الذكاء العاطفي على هذه المستويات لدى المتعلمين، وإجراء دراسات مماثلة للدراسة الحالية، بتطبيق برامج تعليمية قائمة على الذكاء العاطفي وفق نماذج نظرية مختلفة، لاكتشاف أثرها في مادة التربية الإسلامية.
|