المستخلص: |
اللغة نظام إشاري يسمح للإنسان بالاستمرارية وبناء مجتمعه، وتجسـيد أفكاره وحضارته ويتم هذا على إثر التواصل مع غيره، إذ هي ملازمة للفكر وعاملـة فيه يسعى الإنسان من خلالها إلى التأثير في غيره وتغيير العالم من حولـه، وبمحـاذاة ذلك تكتسي الظاهرة اللغوية ميزة كونها أكثر الظواهر الكونية تفرعًا في أصولها. إضافة إلى الخصائص المذكورة أعلاه، تختص اللغة العربيـة بنظامهـا المتفـرد وبنائها المتميز وقد يرجع ذلك كونها لغة دين ولغة القرآن الكريم، ومن ثم فإن اكتسـاب اللغة العربية وطرق تعلمها يقتضي تخطيطا للبرامج والأهداف والآفاق، خاصة ونحـن نعيش واقع تردي هذه اللغة في أوساط المجتمعات العربية عامة والجزائرية على وجـه الخصوص. فاللغة العربية في المنظومة التربوية الجزائرية هي لغة التعليم لجميع المواد، وفـي جميع المراحل التعليمية، وهي بهذه الصفة تحتل الصدارة كمادة عرضية (أفقيـة)، إذ على اكتسابها يتوقف نجاح التلميذ، ليس النجاح المدرسي فحسب، بل النجاح في الحيـاة الاجتماعية. وعليه فإن تدريسها يحمل الأستاذ عبأين: 1- تعليم اللغة للتلميذ باعتبارها لغة التواصل والمحادثة والتأثير والإقناع. 2- تعليمه إياها باعتبارها عامل نجاح أو إخفاق في المواد التعلمية الأخرى. بالرغم من ذلك تعتور الأستاذ أثناء عملية التدريس لمادة اللغة العربية صعوبة فـي التلقين، ويحيل البعض إلى أن مرجعية هذه الصعوبة تكمن فـي خضـوعها لقـوانين نحوية وصرفية صارمة ومعقدة هذا إن لم يغالي البعض فـي وصـفهم هـذا. ولكـن الأرجح أن هذه الصعوبة كامنة وراء قلة استخدام المجتمع لهذه الفصحى، فالمتعلم أول ما يتلقى اللغة سماعًا تكون باللهجة العامية هذا من جهة، ومن جهة أخرى نلمح بعـض الأساتذة وأثناء القيام بعملية التدريس يستخدمون الدارجة.
|