المستخلص: |
حاولت هذه الرسالة بيان رأي ابن سينا في حقيقة الإنسان من جوانبه المختلفة، مبدؤه والغاية من وجوده، ومصيره. فبينت الرسالة عناصر الكيان الإنساني الرئيسية وهي البدن والنفس، وأن النفس كانت موجودة قبل اتحادها بالبدن، كما بينت الغاية من وجود الإنسان في نظر ابن سينا، وهي تحقيق السعادة التي نصل إليها بإصلاح الجزء العملي من النفس، ويكون ذلك باجتناب الرذائل وممارسة الفضائل. وهو رأي قريب في جوهره من رأي الإسلام في أن الغاية من وجود الإنسان هي العبادة. أما عن مصير الإنسان فربطه ابن سينا بالنفس التي يرى أنها خالدة بعد الموت. كما تحدثت الرسالة عن أصل النفس وبراهين وجودها وقواها وصلتها بالبدن. ثم تحدثت الرسالة بعد ذلك عن علاقة الإنسان بالله وبالكون والآخرين، وأكدت على مسؤولية الإنسان عن أفعاله وبينت أن الالتزام بالأخلاق الفاضلة يحقق السعادة الحقيقية للإنسان. وقد خلصت الرسالة إلى أنه كان لابن سينا رأي متكامل إلى حد كبير فيما يتعلق بالإنسان وحقيقته والغاية من وجوده وعلاقاته بكل من الله والكون والإنسان والآخر.
|