المستخلص: |
إن اللغة الشعرية ببنائها الموسيقي القوم، قد أتاحت لنفسها نظاما لغويا متحددا؛ فلا تقوم على لهجة مثالية يشترك فيها جميع الشعراء، ولهذا السبب باتت ضرورة الشاعر ملحة للاستعانة بدراسة اللهجات العربية القديمة، في معرفة أساليبها الصوتية واللغوية عموما، وهذه الضرائر ليست كسرا لبناء اللغة كما يعتقد الكثير؛ بل هي انتقال من لهجة إلى أخرى لضرورة السياق الموسيقي عروضا وقافية، وفي القراءات القرآنية الحظ الأوفر في توثيقها وتوريثها، فهي المرآة العاكسة التي تصور أحوال العرب في أساليب كلامهم، فأصبحت اللهجات العربية أداة مطواعة في أيادي الشعراء، تظهر فيها كثير من الخصائص اللهجية القديمة احتماء من العراقيل الموسيقية، وهذه الظواهر الصوتية المتعلقة باختلاف اللهجات قد توارت في البناء النثري بشتى فنونه، والذي أزال عليها الغبار بعد القراءات هو الشعر.
|