المستخلص: |
إن عملية استشراف المستقبل لا تهدف إلى إصلاح ماضي العمل الإداري ولا إلى تقليص أخطاء الحاضر وإنما تركز بشكل أساسي على الصورة المثالية لمستقبل العمل الإداري بحيث تنفذها على أرض الواقع من خلال التخطيط. والتخطيط للمستقبل يتبع الحاضر، لذا فإن الحاضر أساس مهم لاستشراف المستقبل فهو غير مقدر سلفا، بل نصنعه بالرؤى والأفكار والأهداف والأعمال. واستشراف المستقبل ليس تنجيما بل هو منهجية علمية تعتمد على توافر مقدمات أساسية تتمثل في الفهم الشامل لاستشراف المستقبل وتحدياته والتدريب على أدواته ومناهج استشرافه لتكوين رؤى مستقبلية ثاقبة، ويحتاج استشراف المستقبل بصورة أو بأخرى إلى التنبؤ المعتمد على عدة قدرات عقلية أهمها: التفكير، التخيل، البصيرة، الحدس، الإدراك. وحيث أن إدارة الموارد البشرية تحظى باهتمام كبير في المنظمات الحديثة، إذ أنها أصبحت تعمل على الاستخدام الأمثل لمهارات وقدرات الأفراد العاملين بها أحسن استخدام، واستثمار الكفاءات المتوفرة لديها لرفع إنتاجيتها باستمرار وتدعيم قدرتها التنافسية، وذلك ما يقودها إلى تحقيق أهدافها. والأداء الاستراتيجي يعبر عن قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها ويعكس كيفية استخدام الموارد المادية والبشرية واستغلالها بالصورة الملائمة لتحقيق الغرض منها. وتكمن أهمية الأداء الاستراتيجي في احتياج المنظمات إلى أداة تستطيع من خلالها الحكم على فعالية الأنشطة والعمليات اللازمة لتحقيق الأهداف المنشودة، والتوصل إلى ما قد يكون هناك تباين بين النتائج المستهدفة والنتائج التي تحققت فعلا. وفي هذا الإطار فقد اختارت الباحثة هذا الموضوع والذي يبحث في طبيعة دور استشراف المستقبل في تعظيم الأداء الاستراتيجي لإدارة الموارد البشرية.
The process of foreseeing the future does not aim to reform the past of administrative work, nor to reduce the errors of the present, but rather focuses mainly on the ideal image of the future of administrative work so that it is implemented on the ground through planning. Planning for the future follows the present, so the present is an important basis for anticipating the future, as it is not predetermined. Rather, we make it with visions, ideas, goals and actions.
|