المستخلص: |
تعتبر صناعة الدواجن من أهم الصناعات الغذائية التي تمد المواطن المصري بالبروتين الحيواني اللازم لبناء جسمه، وتساهم الثروة الداجنية بنسبة ۱۱٫۲٤% في حين يساهم القطاع النباتي بحوالي ٥٤,٣٠%. وقد قدر إنتاج القطاع الداجني ما يزيد من مليون طن من اللحوم البيضاء سنويا بما يساهم في إمداد المواطن المصري بحوالي ۱۲٫۱۰ كيلو جرام من البروتين الحيواني سنويا. ومما سبق يتضح وجود زيادة سنوية معنوية إحصائيا في كل من الإنتاج المحلي والاستهلاك الغذائي القومي، إلا أنها في الاستهلاك القومي أكبر من مثيلته في الإنتاج المحلي مما أدي إلى وجود فجوة غذائية في زيادة سنوية معنوية إحصائيا الأمر الذي يؤدي إلى أهمية الاستيراد من الخارج لسد تلك الفجوة. وتكمن مشكلة البحث في انخفاض متوسط نصيب الفرد من البروتين الحيواني في مصر عن مثيله الموصي به من المنظمات الدولية، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في البروتين الحيواني عامة واللحوم البيضاء خاصة إلا انه لا يزال حتى الآن يوجد فجوة فيها يتم تدبيرها بالاستيراد من الخارج. بالإضافة إلى وجود علاقات تشابكية بين الحلقات المختلفة لدجاج التسمين مثل حلقة الأعلاف المركزة وتسمين الدجاج والذبح والتنظيف. كما تزداد المشكلة تعقيدا إذا ما تبين الآثار السيئة لانتشار مرض أنفلونزا الطيور. واستهدف البحث التعرف على أهم المتغيرات الاقتصادية والفنية المؤثرة في كفاءة الأداء الاقتصادي والفني لصناعة تسمين الدجاج. يضاف إلى ما سبق حصر أهم حلقات الدراسة في حلقة الأعلاف وحلقة تسمين الدجاج وأخيرا حلقة الذبح والتنظيف واقتصاديات إنتاجها ومؤشرات ومقاييس كفاءة الأداء لها ثم استخلاص واستنتاج القيمة المضافة لكل حلقة. اعتمد البحث على مصدرين رئيسين للبيانات: (۱) مصادر ثانوية: أ-مصادر ثانوية منشورة وأخري غير منشورة (۲) بيانات أولية لدراسة ميدانية من خلال عدد ٣ استمارات استبيان صممت خصيصا لذلك تم تجميعها بالمقابلات الشخصية لأصحاب مصانع الأعلاف ومزارع دجاج التسمين ومحال الذبح والتنظيف الأهلية. واعتمد البحث على الأسلوبين الوصفي والكمي في تحليل البيانات وعرض ما توصل إليه من النتائج وكان من أهمها: 1-تبين وجود زيادة سنوية معنوية إحصائيا في كل من الإنتاج المحلي والاستهلاك الغذائي القومي، إلا أنها في الاستهلاك القومي أكبر من مثيلتها في الإنتاج المحلي مما أدي إلى وجود فجوة غذائية في زيادة سنوية معنوية إحصائيا الأمر الذي يؤدي إلى أهمية الاستيراد من الخارج لسد تلك الفجوة. ٢-وتبين أن توزيع المجازر لا يتناسب مع العدد والأهمية النسبية لدجاج التسمين وذلك وفقا لقطاعات والمراكز الإدارية بالمحافظة الثلاث. ويتضح أن القيمة المضافة لتصنيع طن من العلف المركز بلغ حوالي ٧٦٥,٠٥ جنيها للطن (١.١٩ مليون جنيها/ سنة)،
ومما سبق يتضح أن إنتاج وصناعة علف دجاج التسمين تعتبر مربحة مما يشجع المستثمرين على استثمار أموالهم في تلك الصناعة. 4-تبين أن القيمة المضافة للتسمين بلغت حوالي ۲۷۰,۲۱۰ ألف جنيها سنويا، ومما سبق يتضح أن حلقة دجاج التسمين تعتبر مربحة. مما أدي إلى انتشارها على مساحة الأرض الزراعية بدون تراخيص من جانب الدولة. 5-كما أن القيمة المضافة بلغت حوالي ٢٢٦,٢٦ ألف جنيها سنويا. ومما سبق يتضح أن حلقة جزارة دجاج التسمين تعتبر مربحة مما أدي إلى انتشارها بصورة رسمية وغير رسمية. إلا أن عدد محال الذبح والتنظيف لدجاج التسمين غير الرسمية (الأهلية) يفوق مثيله في عدد محال الذبح والتنظيف الرسمية بعشرات المرات وبطريقة يصعب حصرها ومتابعتها والتفتيش عليها، كما أنها تعتبر مصدرا هاما من مصادر تلوث البيئة. ٦-وبدراسة القيمة المضافة لإنتاج طن لحم أبيض فقد تبين أنها بلغت ۱۸۸۲,۰۲ جنيها في حلقة الإعلاف المركزة، وحوالي 15805.23 جنيها في حلقة التسمين، وأخيرا حوالي ٤٩٤٦,٦٩ جنيها في حلقة محال الذبح والتنظيف ومما سبق يتضح أن القيمة المضافة ارتفعت لتصل أقصاها في حلقة التسمين يليها حلقة محال الذبح والتنظيف، وانخفضت لتصل أدناها في حلقة صناعة الأعلاف المركزة. وعلى ضوء النتائج السابقة فإن الدراسة توصي بأهمية: ۱-زيادة إنتاج دجاج التسمين أفقيا بزيادة عدد مزارع دجاج التسمين الموجودة حاليا وذلك لزيادة الإنتاج منها، لسد الفجوة في اللحوم البيضاء والاتجاه نحو التصدير. ۲- رسم خريطة اقتصادية زراعية لمحافظة الشرقية موضحا عليها مزارع دجاج التسمين والمجازر الحكومية والأهلية وكذلك ثلاجات تخزين على أن يكون للدولة دور نشط وفعال حيث تبين وجود سوء توزيع للمجازر على خريطة المحافظة لا يتناسب مع الطاقة الإنتاجية لدجاج التسمين. 3-حصر شامل ودقيق المفردات صناعة الدواجن عامة ودجاج التسمين خاصة مع إصدار نشرة لتلك البيانات حيث انه في ظل عدم وجود بيانات لتلك الصناعة تم الاتجاه إلى التركيز على مصانع الإعلاف ومزارع التسمين عدد محال الذبح والتنظيف الأهلية. ٤-وجود دور نشط وفعال للرقابة على حلقات القيمة المضافة الثلاث السابقة بالإضافة إلى دور إرشاد زراعي حيواني لرفع كفاءة تلك الحلقات. 5-زيادة وتنشيط البنية التحتية للثروة الداجنة في مصر ومحافظة الشرقية متمثلة في الوحدات البيطرية ومصانع الأعلاف والثلاجات وغيرها على أن يكون للدولة دور فعال وكذلك إمداد القطاع الخاص بقروض وبشروط ميسرة.
|