المستخلص: |
بقدر ما استطاعت اللسانيات المعرفية أن تطور نظرتنا للغة، وتجدد نظرياتنا حولها... بقدر ما طالبتنا بعدم الاكتفاء بوصف وقائعها المنجزة، ومحاولة تفسير ظواهرها المتعددة بتعدد مستوياتها الصوتية والصرفية، والدلالية، والتركيبية... إنها تلزمنا وفق توجهها المعرفي المبني على التفاعل المتعدد بين العلوم على ضرورة العمل على فهم مصدرها الذهني، ومحاولة إدراك أنماط اشتغالها فيه وفق معالجات متقدمة ومتعددة الاختصاصات تمكن من بلورة إجابات أدق وأكفى عن كل الأسئلة المرتبطة بتطور الملكة اللغوية وسمات تفردها وعلاقتها بوظائف الفكر. إن علاقة اللغة بالمخ، داخل الموضوع الكبير للسانيات المعرفية، أعقد وأكبر من أن نستطيع الإحاطة بأدق تفاصيلها العلمية العقدة والمتجددة على الدوام، على الأقل في السياق العام للبحث المعرفي الحالي؛ إلا أنه سيكون من المفيد فعلا أن نفتح، من خلال إثارتها موضوعا يشكل أفق البحث اللساني في وطننا، نافذة على توجه معرفي لا يتردد في استقصاء عمق اللغز الإنساني الثاوي في قدرتنا الفريدة على إنتاج اللغة، ومحاولة تفسير كيفية انبنائها واشتغالها استنادا إلى كل ما قد يفيد عصبيا، وبيولوجيا في قدرة الذهن على أن يصبح القوة المبرمجة، والمعالجة لكل تفاصيل الإدراك والإنجاز اللغوي.
|