المستخلص: |
أن العرب بسجيتهم وعلى سليقتهم التي جبلوا عليها استطاعوا أن يبلوروا لنا ذوقا شعريا متميزا كان له بالغ الأثر في نقدنا العربي، كما أسسوا طرقا للكتابات الفنية التي وجب على المبدعين اتباعها حتى يؤثروا في قرائهم ويأسروا عقولهم فيتابعون ما كتبوا، ولذلك كانتا نصوصهم والى الآن من أجود ما كتب على مر العصور وفي مختلف الفنون، وهذا دليل على الخبرة النقدية والتفكير الفاحص والممنهج الذي تمتع به جيل تلك الفترة، وما زاد تلك التجربة الذوقية عند العربي انفتاحا في القراءة والتأويل، وانزياحا في الأفكار واختلافا في الرؤى، وتعميقا في البحث النص القرآني المنزل ببيانه وبلاغته وفصاحته، وإليه انصرف البلاغيون والنقاد في تهذيب أذواقهم والاستمتاع به وعليه اعتلى الذوق مكانة خاصة في حياة العرب، وليس بالغريب أن تكون تلك الأذواق صادرة من عندهم فنحن نتوقع الكثير من قوم نشؤوا في فترة احتدام الثقافات واختلاف الألسن، وتهاطل المعارف.
|