المستخلص: |
علم اللسانيات الاجتماعية نشأ في العصر الحديث، وكان من أهم اهتماماته ضبط القوانين التي تحكم حركة اللغة عند تفاعلها مع البنى الاجتماعية، وهذا بهدف استثمار ذلك عند رسم السياسات اللغوية، حتى تكون هذه السياسة اللغوية علمية وعملية. وهنا وجد علماء اللسانيات الاجتماعية أنفسهم أمام علم جديد له منهجه وموضوعه هو علم السياسة اللغوية. اهتمام الدارسين باللغة كظاهرة كان مبكرا؛ إذا كثرت دراسات اللغويين والفلاسفة ورجال الدين، وظهرت بحوث حول اللغة عند علماء الطبيعة والفيزياء وغيرهما. وظلت إسهامات العلماء في البحوث اللغوية متواصلة حتى زامننا هذا، وخاصة ما كان منها يهتم بدراسة اللغة في علاقتها بالمجتمع. ومن جديد هذه الدراسات ما عرف بــــــــ" السياسة اللغوية" "Politique linguistique فما علاقة السياسة باللغة؟ وهل في اللغة سياسة؟ ما مفهوم السياسة اللغوية؟ وما طبيعتها؟ وما هي الاليات التي تتحرك بها؟ لمعرفة مفهوم السياسية اللغوية؛ لا بد من الالتفات إلي الجانب اللغوي لمصطلحي "السياسة" و"اللغة"، في المعاجم العربية والغربية، ثم اعتماد ذلك المدخل اللغوي منطلقا للتعريف الاصطلاحي.
|