المستخلص: |
يبدو أن الرغبة في إحراز قصب السبق قد استبدت بعالم السرد ودفعته إلى تأليف هذا الكتاب الذي، وإن حسنت مزاياه وكثرت، تعوزه الموضوعية والروح العلمية، من حيث انصرافه عن الإقرار بوجود أعمال رائدة في ميدان السرديات العربية لا ينبغي بأي حال من الأحوال إنكارها أو التنكر لها والتقليل من قيمتها ووسمها بالنقص والقصور، مادامت تجرب، شأنها شأن هذا الكتاب ذاته، أعسر نشاط معرفي وهو الترجمة؛ فإذا لم تستطع تلك الأعمال التدقيق في التصورات أملا في تيسير المصطلحات، فحسبها أنها أرادت توجيه القارئ إلى وجود علم يهتم بالمستويات المحايثة للسرد وخصائصه الجوهرية بعدما شهد النقد العربي اهتماما فائقا بالمضامين الاجتماعية والأيديولوجية والنفسية والتاريخية التي حفل بها السرد العربي ردحا من الزمن. طبعا، نحن لا نفاضل، في هذا المقام، بين النقد السياقي والنقد النسقي؛ فلكل نقد فضائله ونقائصه، ولكننا نبتغي التأكيد على أن نقل مصطلحات النقد النسقي وتصوراته، بوصفه نقدا فنجزا في فضاء لغوي وثقافي وحضاري مغاير، تماما، لفضائنا، يتسم، لا شك، بالتخبط وسوء الفهم. غير أن ذلك لا يكون مدعاة للانتقاص والتعريض؛ إذ ما أحوجنا إلى تضافر الجهود وتكامل الدراسات والترجمات من أجل توحيد مفاتيح السرديات.
|