المستخلص: |
أن السودان يتميز بتنوع عرقي وثقافي كثيف، وكان من الممكن اعتماد هذا التنوع مصدرا للإثراء الثقافي وعاملا من عوامل قوة الدولة، لأن التنوع -بشكل عام-سلاح ذو حدين، إذا أحسن استخدامه يتحول إلى مصدر للقوة، وإذا أسيء استخدامه يغدو سلاحا للهدم والتدمير. وكل ذلك يتوقف على الكيفية التي يدار بها التنوع. لقد اتبع القادة السياسيون استراتيجيتين في التعامل مع التنوع الاثني، إحداهما استراتيجية الاستيعاب، وقد فشلت لكونها ترفض الاعتراف بالآخر، فتثير الصراعات والفوضى، وهو ما حدث في التجربة السودانية، والأخرى استراتيجية الاندماج الوظيفي التي تعترف بالآخر وتسمح له بالتعبير عن خصوصيته، وقد استخدمت هذه الاستراتيجية كأساس لاتفاقية أديس أبابا عام 1972 واتفاقية السلام الشامل عام 2005. إن الاندماج الوظيفي هو أفضل الطرق لإدارة التنوع الاثني، وذلك لأنه يعرف بالآخر ويتضمن عددا من الخيارات، مثل الحكم الذاتي والفدرالية.
|