المستخلص: |
فإن الله سبحانه جعل الآذان مفتوحة بلا إغلاق ؛ ولذا فإن العبد لا يحاسب على ما وصل إلى سمعه، إنما يحاسب على ما قصد التسمع إليه، بل يثاب إذا أنكر ما سمعه من قول منكر وجعل الله للعين أسبابا تصرف بها البصر، وهى عنق يديره بعيدا، حتى يتوارى عنه ما يسوءه رؤيته، أو جفن يغلقه ؛ لذا فإن العبد لا يحاسب على نظرة الفجاة، إنما يحاسب على ما استرسل فيه من البصر ؛ لحديث مسلم عن جرير، رضي الله عنه: (لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الأخرة). أما الكلام فإن المولى عز وجل حكم فيه حكما شديدا، فقال سبحانه: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق: 18) فلا يعفي عن كلمة حتى تكتب ويحاسب العبد عليها، ولذلك جعل الله الأصل في العين الفتح، والإغلاق طارئ عليها، بينما الأصل في الفم الإغلاق، والفتح طارئ عليه ؛ أي لا يفتح إلا للحاجة، وجعل عليه أغلاقا قوية من فكين هما أقوى عضلات الجسم، وشقتين هما من أحكم عضلاته.
|