| المستخلص: |
كثيراً ما يرتبط اسم الشاعرة الأمريكية سوزان هاو (1937 - ) بحركة ما بعد الحداثة، وذلك للطبيعة ما بعد البنيوية لشعرها من ناحية الشكل واستخدامها وتعديلها للتاريخ الأمريكي وما يرتبط به من وثائق ومؤلفات من أجل كتابة نص خلاق. إن حركة ما بعد البنيوية ترفض فكرة أن يكون للنص الأدبي هدف واحد أو معنى واحد أو وجود واحد. كما يرفض شعراء ما بعد البنيوية ما فرضته البنيوية من الاكتفاء الذاتي للتراكيب كما شككوا في التناقضات المزدوجة التي تكوّن هذه التراكيب. وتعمل هاو على المزج بين الأنواع الأدبية بحرية حيث تشمل العديد من دواوينها الشعرية قصائد نثرية. أما أسلوبها فهو غنائي/ تقليدي وتصويري/ تفكيكي. حتى أعمالها النقدية فعادةً ما تكتب بلغة ومدخل شعريين وليس بلغة إبداعية كما هي طبيعة الحال في النقد الأدبي. وهكذا، فإن الأعمال النقدية لشعرها دائمًا ما تركز على ما بعد الحداثة وما بعد البنيوية في أسلوبها. أما الدراسات النقدية الأخرى فتركز على علاقتها بالتاريخ الأمريكي والطريقة التي أعادت بها صياغة التاريخ في كل من اللغة والشعر. ويهتم شعر هاو في مجمله بموضوعات الوجود والاستدعاء والوضع المتفرد للأنثى في التاريخ. وتركز هذه الدراسة على ما افترضته الناقدة جوليا كريستيفا (1941 - ) وهو أن الشعر نتاج للسيميوطقيا والرمزية وأن المعنى يتولد في الخطاب من خلال "الكورا" أو نسق "الكُلية الغير المعبرة" والتي تعبر عن نفسها من خلال تواتر الانسيابية في السيميوطقيا أو معنى الإشارة كما ذكر جاك لاكان (1901 – 1981) وكذلك التواصل المباشر بين المعنى والرمز في الرمزية. ومن ثم فإن هناك آليات قوة تكمن في كافة أنواع الخطاب لاسيما في الشعر. أما شعر هاو فهو بمثابة نتاج للسيميوطقيا من خلال ما يوضحه من آلياتها في تكوين شكله التجريبي وما بعد البنيوي، كما أنه يوضح العلاقة بين السلطة وصراع الجنسين في تناول هاو لموضوعات تاريخية ولغويه. وترسم قصائد مثل "صورة مفصلة" (1974) من ديوان تكوينات شكل: القصائد الأولى 1974-1979 (١٩٩٦) و"جزيرة القدس المنهزمة" من ديوان الحدود الغربية (١٩٧٦) و"تلفظ أشكال الصوت في الوقت" من ديوان مفردات (١٩٩٠) و"ستائر الفراش "١ من ديوان منتصف الليل (2003) انشغال هاو بالخطاب الخاص بسياسة النوع. وهكذا يمكن أن يكون استخدام كريستيفا للسميوطقيا لتعريف سياسة النوع بمثابة الجسر للتعبير عن الجانب التفكيكي اللغوي والتاريخي في شعر هاو فيما يتعلق بخطاب سياسة النوع. إن موضوعات الحجب والإزاحة والتي تتجلى بوضوح في تداخل التاريخ والشعر هي نفسها التي تتجلى عند تحليل الهوية الأنثوية، وتبين هذه الدراسة أن الجوانب الإصطناعية الواضحة للأشكال المجزئة والسيميوطقيا في أشعار هاو تمكنها أشعارها من الخوض في خطاب النوع والسلطة. وحين تركز كريستيفا على مفهوم الزمن والتاريخ في إطار الهوية الأنثوية وهيمنة القوة الذكورية، وهى ما يتعلق بشكل خاص بشعر هاو، فهي تبين كيف كانت الأنثى غائبة في التاريخ كما تنحاز بقوة للتجزيئ والتدمير باعتبارهما الأداتين اللتين يمكن من خلالهما التعبير عن الأنثى في التاريخ واللغة. إن شعر هاو يعكس فكرة غياب وتجزيئ الهوية الأنثوية أما الجانب الخيالي لديها، والذي ينطوي على الكثير من العنف والتحول، فيرتبط بالهوية الأنثوية. كما تركز هاو أيضا على اصطناعية الهيمنة الذكورية في قصائدها ويمثل شعرها الدافع للتدمير لتسهيل البناء كما يوضح سمو الهوية الأنثوية كما فرضتها كريستيفا. وختاما فإن شعر هاو يتسم بالصعوبة والتجزيئ والحجب في بعض الأحيان وهو ما تتسم به التجربة الأنثوية عبر التاريخ.
Poetry is a product of both semiotics and symbolism as argued by critic Julia Kristeva (1941 - ). Meaning is created in discourse through the chora or pattern of non-expressive totality that expresses itself through the tension of the fluidity in semiotics or sign meaning as well as the one-to-one correspondence between meaning and symbol in symbolism. As such there are mechanics of power involved in all discourses and poetry. Susan Howe’s (1937 - ) poetry displayed the mechanics of semiotics to produce its experimental and poststructuralist form and it also presented the relationship between power and gender politics. “Hinge Picture,” “Fallen Jerusalem Island,” “Articulations of Sound Forms in Time,” and “Bed Hangings I” portrayed Howe’s engagement with a discourse of gender politics. In this study, Julia Kristeva’s use of semiotics to identify gender politics served as a bridge for the linguistic and historically deconstructive quality of Howe’s work with the discourses on gender politics. This study also shows that the clearly artificial aspects of the fragmented and semiotic forms of Howe enables her poems to engage in the discourse of gender and power. Furthermore, the motifs of disappearance and displacement were evident in Howe’s portrayal of the female identity. Howe’s poems discussed in this study reflects the motif of loss and fragmentation of the female identity and the imagery she employs is full of violence and transformation also associated with the displaced female identity. For Howe the female has been absent in history, hence she advocates fragmentation and destruction as the means by which the feminine can be manifested both in history and in language. Finally, she has also established the artificiality of the male dominance in her poems.
|
