المستخلص: |
يتسم العصر الحالي بثورة في تزايد العدد السكاني الأمر الذي ينعكس على تزايد أعداد الطلاب الراغبين في الحصول على فرص تعليم جامعي من جهة وتزايد أعداد الطلاب المقبولين في مؤسسات التعليم العالي من جهة أخرى فأصبح لزاماً للجوء إلى البحث عن بدائل مرنة من أجل زيادة فرص التعلم دون المساس بجودة المحتوى العلمي. وقد وجد كل من دانيال وآخرون (Daniel, Kanwar Uvalic- Trumbics., 2009) أن الحلول الواعدة لمقابلة مثل تلك التحديات تكمن في تحقيق معادلة تجمع بين عناصر مثلث تتكون رؤوسه من الفرص التعليمية، والجودة، والتكلفة من خلال تبني نظام لإدارة التعلم الإلكتروني. وفي هذا الصدد يضيف هؤلاء الباحثون أن الميل نحو خيار المتعلم مقابل المحتوى (STUDNT-OF-CONTENT) الذي يتيحه تبني هذا الأسلوب بدلاً من الميل نحو خيار المتعلم مقابل المعلم يعد من أفضل الخيارات التي يمكن أن نواجه مثل تلك التحديات. الفريح (2014م: 114). ولعل من التوجهات الآخذة في الازدياد اليوم وخصوصاً في التعليم العالي ليس على المستوى المحلي فحسب وإنما على المستوى العالمي هو تطبيق نظام التعلم المعزز بالويب (Web-Enhanced learning-WEL) في المقررات الدراسية؛ حيث يعمل على دمج الأنشطة التعليمية الحية المباشرة (Online Activities) في التعليم التقليدي. ولعل من الأسباب الداعية إلى ذلك التوجه يكمن في المزايا المتعددة المتضمنة في البيئة التعليمية التي تهيئها أنظمة إدارة التعلم (Learning Management Systems-LMS) مثل أنظمة (TopClass, Blackboard, Moodel, WebMentor) وغيرها من الأنظمة الموجهة لخدمة الغرض ذاته. ولما كانت بيئة التعلم الإلكتروني تتشكل من عدة عناصر متكاملة ومتفاعلة، منها: المقررات الدراسية الإلكترونية كأحدث التوجهات العالمية، ونظام إدارة التعلم الإلكتروني. وتعد هذه المقررات الإلكترونية من العناصر الرئيسة في منظومة التعلم الإلكتروني؛ لأنها تعد بيئة تعليمية بنائية متعددة الوسائط تعطي التعلم تحكماً كبيراً في المحتوى والتفريع والإبحار وتفرض هذه التكنولوجيا التعليمية تحدياً أمام المتخصصين في تكنولوجيا التعليم من حيث تطويرها التعليمي. وحتى تكون فعالة فإن عملية تصميمها يجب أن يتم في ضوء معايير تضمن جودتها وفاعليتها في تحقيق الأهداف التعليمية. فالضعف في تصميم المقرر الإلكتروني يعد من أسباب إحجام الطلاب عن مواصلة دراستهم للمقررات عبر الإنترنت. وتشير الهيئة القومية الأسترالية للتدريب (Australian National Training Authority, 2003) إلى وجود عدة عوامل أدت إلى زيادة التركيز على تطوير المحتوى الإلكتروني، منها؛ أن التعلم عبر الإنترنت يتطلب أشكالاً مختلفة من التفاعلات، وتوفير مجموعة من الأنشطة المناسبة، وإثارة الدافعية، والفاعلية التربوية، وإتاحة التواصل والتفاعل بين الطلاب، وتوظيف التقنيات بفاعلية. وتعد مهمة نظام إدارة التعلم الإلكتروني العمل على تسهيل عمليات التحكم والإدارة المتعلقة بالعملية التعليمية المقدمة عبر الإنترنت من خلال المزايا المتعددة المتضمنة فيه؛ ومن أبرز تلك المزايا التي تقدمها مثل هذه الأنظمة سهولة الاستخدام وإمكانية تحميل المواد التعليمية الحية فيها لدعم المعلومات التي تقدم للمتعلمين بأسلوب التعلم التقليدي خاصة بعد أن أثبتت بعض الأدبيات التربوية أن استخدام المواد التعليمية المعتمدة على الويب قد عملت على تحسين التعلم في المقررات الدراسية المقدمة بهذا الأسلوب (Karuppan & Karuppan, 1999, pp37-45)
|