المصدر: | العربية للناطقين بغيرها |
---|---|
الناشر: | جامعة أفريقيا العالمية - معهد اللغة العربية |
المؤلف الرئيسي: | الفوزان، عبدالرحمن بن إبراهيم (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع5 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السودان |
التاريخ الميلادي: |
2007
|
الشهر: | يونيو |
الصفحات: | 227 - 268 |
ISSN: |
1858-5221 |
رقم MD: | 790782 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
نزل القرآن الكريم بالعربية (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، وهناك تلازم بين العربية والقرآن، كما تدل النصوص القاطعة، بصورها المتعددة دلالة لا لبس فيها على أن علاقة اللسان العربي بالقرآن الكريم والرسالة الخاتمة أكثر من مجرد وسيلة، بل هذا اللسان العربي هدف بذاته في هذه الرسالة، وهو جزء من الإعجاز الذي تحمله هذه الرسالة. ولهذا التلازم آثار، منها: حفظ الله للقرآن والعربية معاً، وتيسير الله للقرآن وللعربية معاً، وإقبال المسلمين على تعلم العربية لهدف ديني، واهتمام العلماء بها، وكيد الأعداء لها لارتباطها بالقرآن. والتاريخ شاهد على كل ذلك. وهناك فوائد من معرفة العربية، فهي من الدين، ومعرفتها تقي من الوقوع في كثير من البدع، وهي شعار الإسلام وأهله، وقوتها سبب لعز الإسلام والمسلمين، ومن أقوي الروابط بين المسلمين. ولتيسير القرآن أصبح كثير من غير العرب يحفظه، ولكن هل يكفي مجرد الحفظ والتلاوة؟ إن القرآن الكريم لم ينزل لمجرد التلاوة اللفظية فحسب؛ وإنما للتدبر أيضاً، كما قال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، والتدبر لا يكون إلا بعد فهم معنى ما يتلى، فكيف يتحقق لغير العربي تدبر القرآن الكريم؟ هل يتحقق ذلك من قراءة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغته؟ أم من دراسة اللغة العربية وتعلمها ليعرف المعني بلغة القرآن نفسه؟ إلى كتاب الله لا يفهم فهما أسلم وأصح إلا كما جاء بالعربية لا بسواها، ومعرفة معاني القرآن الكريم من طريق الترجمة تعد معرفة جزئية وناقصة، ولا ترقى إلى معرفة دلالات القرآن ومعانيه من لغته التي أنزل بها؛ ولذا فإن تدبر آيات القرآن الكريم لا تحصل- بصورة جيدة- إلا لمن فهمها بلغتها التي نزلت بها. إذن من الأفضل معرفة هذه المعاني من خلال تعلم اللغة العربية. وفي الأخير لا بد من برنامج لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، يحقق أهداف الراغبين في تلاوة القرآن وتدبر آياته، وهو تعليم العربية لغرض تلاوة القرآن وتدبر آياته، وهذا النوع من التعليم مفيد للدارسين لأنه يحقق أهدافهم، ومما يشجع على ذلك كثرة الراغبين في حفظ القرآن الكريم من غير العرب، وها هي حلقات تحفيظ القرآن الكريم تعج بهم. وقد سهل الله حفظ القرآن الكريم للراغبين في ذلك، ولكن- مع الأسف-كثير من هؤلاء لا يعرفون العربية؛ ومن ثم فهم لا يمكنهم تدبر القرآن الكريم؛ فيفوت عليهم الشيء الكثير؛ ويخسرون غاية من غايات القرآن؛ وهذا يؤكد على المسؤولين عن حلقات القرآن الكريم أن يهتموا بتعليم العربية إلى جانب تعليم القرآن وتحفيظه؛ ليتحقق التدبر والعمل، إلى جانب الحفظ. |
---|---|
ISSN: |
1858-5221 |