المستخلص: |
شكسبير باعتباره مترجما: درس لمترجمي الأدب إلى العربية؟ السونيتة ١٥٣ والسونيتة ١٥٤ تمثلان محاولتين من جانب شكسبير لترجمة إبجرام يونانى قديم، اطلع الشاعر عليه في ترجمته إلى اللاتينية. وكانت محاولته الأولى للترجمة هي السونيتة رقم ١٥٤ وهي ترجمة تتسم بالأمانة للنص الأصلي أي: للنص المصدر، وهو النص اللاتينى الذي كان بدوره مخلصا للنص اليوناني الأصلي للإبجرام (الذي فقد) وكانت النتيجة تكاد تكون ترجمة آلية أو محاكاة للنص المصدر، ولكنها كانت تفتقر إلى ما يميز كل سونيتة شكسبير، ألا وهو النغمة التي تربط الصور بعضها بالبعض وصولاً إلى الذروة التي يقدمها المزدوج الختامي. وبعد أن عاد شكسبير إلى هذه الترجمة، اكتشف هذا العيب ولم يشعر بالرضى عنها، ومن ثم أعاد صوغ الصورة الأساسية فأخرج لنا رائعته السونيتة ١٥٣. ولم يستطع محرر الطبعة الأولى للسونيتات إدراك العلاقة بين السونيتين فوضع المحاولة الأولى للترجمة أخيرا) ١٥٤ (والمحاولة الثانية أولا) ١٥٣ (عندما نشر المجلد عام ١٦٠٩. والدرس الذي يتعلمه المترجم العربي هنا إن الأمانة للنص المصدر وحدها لا تكفي لوضع ترجمة جيدة، بل لا يتجاوز ذلك المترجم المبدع بأن ينتقل من مجرد نقل الكلام إلى روح النص وهي التي تكفل التأثير في القارئ. وترجمة السونيتات الشعرية التي أصدرها المترجم محمد عناني أخيرا) ٢٠١٦ (تثبت إنه قد تعلم الدرس من شكسبير وتظل المقارنة بين الترجمتين درسا للمترجم العربي الذي يتصدى لترجمة الأدب.
Sonnets 153 and 154 represent two attempts by Shakespeare to translate an ancient Greek epigram which he read in Latin. His first attempt, in Sonnet 154. Was faithful enough to the source text (the Latin rendering, as the original Greek version had been lost). The result was almost a mechanical imitation of the source text: it lacked what in every Shakespearean sonnet is a unifying principle - the tone developed to reach a climax in the couplet. Going back to it. The poet realized what it lacked and so reworked the central image, producing a masterpiece: Sonnet 153. The compiler and editor of Shakespeare’s sonnets, in 1609, could not appreciate the difference but assumed that the faithful translation was somehow ‘better’. As a translation, it may be judged hi accordance with the criteria of equivalence, though this equivalence is realized only at the level of locution: but the revised version, 153, gains in both illocution (the poet’s intention) and perlocutionary effect. The Arabic translator M.Euaui shows that he has learnt this lesson, and his two versions show clearly, what Shakespeare has done. The fact that a revised version, not too faithful but better constructed, may be a lesson by Shakespeare to all aspiring literary translators, especially Arabic ones.
|