المستخلص: |
إن فكرة هذه الدراسة ترتكز أساسا على الإجابة على سؤال محوري يكتسي أهمية بالغة خاصة على الصعيد السياسي للدولة، وهو ما تعلق بمعرفة أصول التربية والتعليم في الجزائر وعلاقتها بالتغيرات التنموية الكبرى (الاقتصادية) ومدى درجة التأثير والتأثر بينهما وإلى أي أصول هو تعود. باعتبار أن التحدي الذي كانت تواجهه الدولة الجزائرية قبل وبعد الاستقلال هو استرجاع الموارد التنموية ومحاولة استغلالها والتعامل معها بما يخدم أهدافها التنموية الكبرى بكل ابعادها في علاقتها مع المحتويات والمضامين والمناهج التربوية بغية تجسيد الاختيارات الكبرى للدولة في مجال التربية والتعليم، وإرساء قاعدة ملموسة لأهداف التعليم كذلك، منها تحقيق ديمقراطية التعليم ومجانيته واجباريته وتحقيق جزأرة التعليم والإطارات، بالإضافة إلى دعم التعريب والتوجه إلى التطور العلمي والتكنولوجي الذي يقضي بدوره على آفة الأمية خاصة عند فئة الإناث وبعض الآفات المختلفة. كما اكتسى موضوع السياسة التربوية أهمية بالغة، وهذا ما ظهر فعليا في التقارير والمناشير الوزارية التي كانت في كل مرة تشير إلى ضرورة معالجة وضع التربية والتعليم من أجل مسايرة الواقع التنموي للبلاد وشتى تغيراته، إذ عرفت الجزائر عدة تغيرات وإصلاحات جزئية بعد الاستقلال مباشرة، ولكن بعد صدور ميثاق 1976 الذي حمل الإصلاح الشامل للمنظومة التربوية بموجب أمرية 16 أفريل 1976 التي اعتبرت بمثابة نقطة تحول مهمة في مسار السياسة التربوية ومرحلة مهمة لإعادة رسم معالم النظام التعليمي في الجزائر، كما علقت الجزائر الآمال على هذا القانون من اجل بناء منظومة تربوية عصرية قادرة على التكيف ومواجهة مختلف التحديات والتغيرات الاقتصادية للبلاد. من هذا المنطلق فرضت طبيعة الدراسة استعمال أكثر من منهج لاكتشاف موضوع مفتوح مثل موضوع السياسة التربوية في الجزائر وعلاقته بالتغيرات التنموية الكبرى للبلاد. وبالتالي فلكي نغطي كل هذه الابعاد من الدراسة كان من الضروري الاعتماد على المنهج الوصفي والتحليل التاريخي من جهة أخرى من أجل الوصول إلى إجابات عن التساؤلات التي شكلت موضوع الدراسة. وبالتالي فقد انتهت الدراسة، بأن هناك علاقة بين السياسة التربوية المتبناة في الجزائر من 1976 إلى 2001 بجملة التغيرات الاقتصادية. إذ تعتبر السياسة التربوية نابعة من فلسفة المجتمع التي تشكل أهم ركائز تطور المجتمعات المعاصرة. كام تبين الاستثمارات الكبرى للتربية والتكوين التي وضعتها الدول المتقدمة في مجال النواحي الكمية والنوعية لتلبية احتياجات سوق العمل والمساهمة في عمليات التنمية المختلفة. كما أثبتت الدراسة أن السياسة التربوية في الجزائر بالرغم من الصعوبات الجمة التي واجههتا، فقد من خلق منظومة تربوية تعمل أساسا من أجل خدمة مصلحة جميع أفراد الشعب دون تميز، وهذا يعود إلى المبادئ والاختيارات الكبرى للتربية والتعليم في الجزائر. وقد نتج عن هذا ثورة حقيقية في جوانب متعددة في المنظومة التربوية الجديدة من الإطار الألفي إلى الإطار المليوني، وهذا من الآثار الثورية للتنمية الاجتماعية في الجزائر.
This study is based mainly on an answer to a pivotal question which is very important especially on the political level of the state. It aims to know the educational origins in Algeria and its relationship with the major developmental change economic ones and their degree of influence on the educational content and curriculum- as a challenge that faced Algeria before and after the independence; therefore, stating goals to better achievement and support to arabize an orientation to evaluate scientific and technological methods and approaches As acquired theme policy, an educational importance actually appeared in reports and ministerial prisms that were each time indicate the necessity to put education for more actually development for the country. Algeria has known several changes and partial reforms after the independence directly. But after the charter of 1976 who carried massive organizational reforms to education. Thus April 16th, 1976 is considered as a turning point inthe path policy of education and a stage to recreate landmarks for the educational system in Algeria, Algeria hopes on this law to build a modern educational system able to accommodate and face economical challenges. The nature of this study imposed the use of different approaches to discover such a widening theme as the educational policy in Algeria and its relationship with variable developments of the country. Thus to highlight all these dimensions of the study, it was necessary to rely on the descriptive and historic analysis approaches and from the other hand the mathematic approach to access answers to questions about the formed theme study. The study found that there is a relationship between the educational policy adapted in Algeria from 1976 to 2001 concerning economical, changes. The educational policy is streaming from social philosophy that forms founding of contemporary societies.
|