المستخلص: |
كشفت المقالة عن الحقيقة والتأويل في فلسفة مراد وهبة: إعادة بناء نقدية. يعد الدكتور مراد وهبة من أهم المفكرين المصريين الذين شغلتهم مشكلتا "الحقيقة و "التأويل". ويبدو أن تناولهما يعد من وجهة نظره المدخل الضروري من أجل نهضة الفكر المصري وإقالته من عثرته. وتصوره عن الحقيقة، أو بالأحرى نقده لتصور الحقيقة، وظهر ذلك منذ كتابه "قصة الفلسفة" في ستينات القرن العشرين، ثم عاد إلى ذلك النقد مرة أخرى بدءا من تسعينيات القرن العشرين، ويظهر تباعا في سلسلة من المقالات، جمعها في كتابه "ملاك الحقيقة المطلقة"، وفي ذيل كتابة "قصة الديالكتيك". أما تناوله لإشكالية التأويل فهي لم تطغو على فكره إلا منذ تسعينيات القرن العشرين. وتطرقت المقالة إلى إعادة بناء نقده لتصور الحقيقة، حيث يتناول مراد وهبة الحقيقة من جهة تعريفها من حيث هي خاصة علائقية. من جهة تعريفها فهي "بحكم طبيعتها، مطلقة، وليست نسبية. وهي من جهة كونها خاصة علائقية، فهي مطلقة كذلك بجكم علاقتها العضوية بالمطلق" معنى هذا أنها لا يكون لها علاقة إلا بالمطلق، أو هي خاصة للمطلق وحده، ومن ثم فهي خاصة "ليست نسبية". وتعريف المطلق بالنسبة للدكتور مراد هو "موجود قائم بذاته، وليس قائما بموجود آخر". معنى هذا أن الحقيقي بالنسبة للدكتور مراد هو شيء أنطولوجي يتصف بالصفة "مطلق = موجود قائم بذاته". وعليه؛ فإن السؤال بالنسبة للدكتور مراد هو: هل يمكن أن تتحقق مثل هذه الخاصة العلائقية للموجودات الأنطولوجية؟ وإجابة الدكتور مراد هي أن لا. وما كتابه "قصة الفلسفة" إلا عرض لتصدع خاصة المطلقية عبر التاريخ. كما كشفت عن إعادة بناء نظريته في التأويل، فقد اهتم وهبة بنظريات التأويل النصي، فسؤال التأويل هو سؤال (نقد) الحقيقة ولكن في مجال النصوص، وبالتحديد النص الديني. وهو قد دخل في حوار مع نظريات قدماء مفكري الحضارة الإسلامية الناطقة بالعربية. وختاما فأن نظرية دكتور وهبة في تأويل النصوص هي نظرية جزئية وليست كلية؛ إذ إنها تنصب على النص الديني بصورة رئيسية، ولا تقدم أي أداة لتأويل النصوص الفلسفية. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021
|