المصدر: | المؤتمر النقدي الثامن عشر: القصة القصيرة في الوطن العربي بين الأصالة والمحاكاة |
---|---|
الناشر: | جامعة جرش - كلية الآداب - قسم اللغة العربية |
المؤلف الرئيسي: | الشقران، نهلة (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الأردن |
التاريخ الميلادي: |
2015
|
مكان انعقاد المؤتمر: | جرش |
رقم المؤتمر: | 18 |
الهيئة المسؤولة: | جامعة جرش - كلية الآداب - قسم اللغة العربية |
الشهر: | نيسان |
الصفحات: | 517 - 543 |
رقم MD: | 916975 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
الخطاب اللغوي لم يأت من فراغ ولا يخص ذاتا مفردة ينبثق منها، وإنما يتشكل في إطار واسع تجتمع فيه أنماط كثيرة من بنى ثقافية، ونفسية، واجتماعية، ومعرفية، أما محلل الخطاب فهو يعالج مادته اللغوية بوصفها مدونة نصا، لعملية استعملت فيها اللغة أداة تواصلية، للتعبير عن المعاني وتحقيق مقاصد الخطاب. وانطلاقا من هذه المادة يسعى الحلل إلى وصف مظاهر الأطر، في الإحداثات اللغوية التي يستعملها الناس، لإيصال تلك المعاني والمقاصد، فالخطاب اللغوي ميدان واحد، يشكله كل مبدع كما يشاء، ويبث فيه رؤاه الفكرية في قوالب لغوية تخصه دون سواه، ليضفي على إنتاجه صبغة خاصة تميزه عن غيره. هذا الأمر بدا في قصة حبة قمح لهاشم غرايبة، مادة الدراسة المحللة، إذ تسفر عن لون فكري لغوي خاص بمنتج الخطاب، فتظهره بسمت معين يدل على ثراء معجمي وتشكيل نحوي وترميز دلالي يكاد ينطبع به المبدع في جل قصصه، وما هذه القصة إلا مثالا لمعانيه ومقاصده التي تسير جنبا إلى جنب مع قوالبه الشكلية. تتماسك أجزاء الخطاب لتنتج ترابطا لغويا خاصا يستند بعضه إلى بعض، فيهدف التماسك إلى إيصال الرسالة، وتحقيق التفاعل معها، فيظهر بين مكوناتها، على اعتبار أنه مقوم أساسي من مقومات كل جملة فيها؛ إذ لا يمكن أن تبنى الجملة دون وجود التماسك. ويأتي الوصف في طليعة الأساليب إلى تعمل على تماسك الخطاب، فتجعل الموصوف مرتبطا بالموضوع كله. وللوصف في خطاب القصة المدروسة آليات كثيرة متبعة كالتفصيل حينا والإجمال حينا آخر، والتكرار بإعادة ألفاظ معينة أو بالمعنى، وكثرة الإحالات الضميرية والروابط الزمانية والتركيبية، وغير ذلك من الآليات التي تجعل النص متماسكا ومترابطا، وبناء عليه تم تحليل هذا الوصف في القصة المدروسة وفقا لثلاثة مستويات هي: المعجمية، والنحوية، والدلالية في الصفحات الآتية. للمبدع اختياراته الخاصة إذ يظهر أحد أشكال العلاقات على لغته أكثر من غيره، كاختيار معجمي خاص أو أسلوب نحوي معين، أو إيحاءات دلالية مقصودة، كما تبرز أدوات وروابط في خطابه تصبغه بصبغة خاصة، وتؤدي إلى ترابطه وانسجامه، هذا الترابط أشار إليه الجرجاني، وبين ضرورة اتحاد أجزاء الكلام، ودخول بعضها في بعض، واشتداد ارتباط الثاني منها بالأول، فتوضع الجملة في النفس موضعا واحدا. وليس النظم شيئا إلا توخي معاني النحو وأحكامه ووجوهه وفروقه؛ فيما بين معاني الكلم، فتأتي المعاني في تماسك وانتظام لفظي، تتعلق الألفاظ ببعضها وتأتلف. فيقول: واعلم أنك إذا رجعت إلى نفسك علمت علما لا يعترضه الشك أن لا نظم في الكلم ولا ترتيب، حتى يعلق بعضها ببعض، ويبنى بعضها على بعض، وتجعل هذه بسبب من تلك. |
---|