المستخلص: |
هدفت هذه الدراسة إلى استكشاف سمات الثقافة التنظيمية السائدة حاليا في المؤسسات العامة السورية، وكذلك تلك المفضلة من وجهة نظر المبحوثين، ثم مقارنة هذه الخصائص بين المؤسسات المختلفة من حيث طبيعة نشاطها، لوصول إلى نموذج عام يتفق عليه المبحوثين. حيث يجسد هذه النموذج العام الملامح الأساسية لمجموعة القيم الجوهرية التي يجب أن تسود في المؤسسات. وللوصول إلى هذه الغاية، استخدم الباحث 15 معياراً و60 متغيراً لشرح أبعاد مفهوم الثقافة التنظيمية، عُرضت على عينة إحصائية مكونة من 293 مبحوثا للتعبير عن آرائهم وترتيب أفضلياتهم لسمات الثقافة التنظيمية الحالية والمفضلة. استخدم عدد من الأساليب الإحصائية الوصفية والاستدلالية التي تلائم متغيرات الدراسة والتي تساعد في التوصل إلى النتائج كالمتوسط الحسابي والانحراف المعياري ومعامل ألفا لكرونباخ واختبار T للعينة الواحدة. بينت النتائج أن الإطار العام للثقافة التنظيمية المفضلة لدى العاملين في المؤسسات، ارتكز على أربعة محاور أساسية تتعلق بالعاملين والمديرين وبيئة العمل والأهداف المنشودة. وقد تبين أنه يجب توضيح مهام العاملين وطريقة أدائها وتعزيز الذاتي بتحقيق الأهداف، فيما يجب على المديرين أن ينظروا إلى الفرد المتميز على أنه ذو الكفاءة والفاعلية والإنتاجية الأعلى وأن يتم اتخاذ القرارات بمشاركة العاملين وأن تتخذ رغباتهم ومقدراتهم بالحسبان في أثناء تكليفهم بمهام العمل وقيادتهم من خلال تعميم المعرفة عليهم. أما فيما يتعلق ببيئة العمل فإنه يجب على الإدارة خلق بيئة محفزة للرغبة في الإنجاز والإبداع، وسيادة علاقات التعاون، ومعالجة الصراعات الداخلية بالنقاش الهادف إلى حلها. وأخيراً فإن الأهداف يجب صياغتها بمشاركة العاملين.
|