المستخلص: |
بالرغم من أنه قد كانت هناك دائماً صلة وثيقة بين الفلسفة والطب النفسي منذ فترة طويلة، تطورت مناقشات فلسفة الطب النفسي بين الفلاسفة والأطباء النفسيين وعلماء النفس وعلماء الاجتماع وغيرهم، خلال العقود القليلة الماضية بشكل ملحوظ. ويرجع هذا التطور إلى التغيرات العلمية الواقعة في الطب النفسي وعلم الأعصاب وعلم الوراثة وعلم الأدوية النفسية والتشخيصات التي طرحتها نسخ الدليل التشخيصي والإحصائي للاعتلالات العقلية (وهو ما يعرف اختصاراً DSM) من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي اعتماداً على حصر أعراض هذه الاعتلالات فقط، دون البحث في أسبابها. فقد بدأت التساؤلات الفلسفية تثار حول من السوي؟ ومن المرضى؟ ومن هو المصاب باعتلال عقل؟ هل تعتمد تشخيصات DSM السابقة عل الفحص البدني للمريض أم على معايير اجتماعية ونفسية؟ ودارت عدة نقاشات حول مدى دقة هذه المعايير، وهل يفضل أن تحل محلها تشخيصات بيولوجية جزيئية مختبرية؟ وهو ما ذهب إليه البعض، بينما ذهب البعض الآخر إلى أن القيام بذلك سيقودنا إلى إغفال الطبيعة النفسية والاجتماعية لتلك الاعتلالات.
|