المستخلص: |
تتعرض المنظمـات العامة و الخاصة , و بغـض النظر عن أحجامها , و منتجاتها و خدماتها , إلى منافسـة شديدة نتيجة موجة العولمة التي يشهدها العالم , و تحرير التجـارة و الاقتصاد . و قد فرض هذا الواقع الجديد على المنظمات زيادة تحسين نوعية المنتج أو الخدمـة المقدمة , و خفض الكلـف , و الاستجابة للمستجدات و التغيرات الطـارئة كي تصبح منظمات منافسة , يكتب لها البقاء و الديمومة . و من أجل مواجهة هذه التحديات , فان توظيف ادارة المعرفة في المنظمات يعد أحد السبل التي يمكن اللجوء إليها . و قد هدفت هذه الدراسة إلى بناء أنموذج لتوظيف ادارة المعرفة في المنظمات الأردنية العامة و الخاصة , من خلال إجراء دراسة تحليلية مقارنة بين القطاعين العام و الخاص لمعرفة ما إذا كانت المنظمات الأردنية توظف ادارة المعرفة في أعمالها , خاصة و أن مدخل ادارة المعرفة أصبح يسهم إلى حد كبير في تمكين المنظمات من تحقيق الميزة التنافسية . و من أجل ذلك , قام الباحث بصوغ فرضيتين أساسيتين , و هما : - يوجد أثر لإدراك المنظمات الأردنية ادارة المعرفة في توظيفها - يوجد أثر لعمليات ادارة المعرفة في توظيفها و قد تمت دراسة أثر إدراك المنظمات الأردنية ادارة المعرفة في توظيفها من خلال عدد من المتغيرات المستقلة الفرعية , و المتمثلة في : مفهوم ادارة المعرفة , و دورها , و موجوداتها , و أهدافها , و فوائدها , و دور قياد المعرفة , و دور الثقافة المنظمية . كما تمت دراسة أثر عمليات ادارة المعرفة في توظيفها من خلال عدد من المتغيرات الوسيطة الفرعية , والمتمثلة في : توليد المعرفة , و التشارك فيها , و التعلم المنظمي . تم صوغ فرضية مستقلة لكل من هذه المتغيرات المستقلة و الوسيطة الفرعية , بالإضافة إلى المتغير المستقل الرئيس ( الإدراك من جميع جوانبه ) و المتغير الوسيط الرئيس ( العمليات من جميع جوانبها ) . أجريت هذه الدراسة في ( 21 ) منظمة أردنية , منها ( 11 ) من القطاع العام , و ( 10 ) من القطاع الخاص . و بلغ عدد أفراد وحدة المعاينة و التحليل ( 385 ) فردا , منهم ( 240 ) من القطاع العام , و ( 145 ) من القطاع الخاص . و تكونت وحدة التحليل من العـاملين في الطبقتين الإداريتين : العليا و الوسطى في كل منظمة من المنظمات الأردنية العامة و الخاصة . و قد تم توزيع استبانات الدراسة على المبحوثين , و بلغ مجموع المسترد منها ( 227 ) استبيانا من القطاع العام , و ( 115 ) من القطاع الخاص . استخدم الباحث في هذه الدراسة عددا من الأساليب الإحصائية من أجل تحليل استجابات أفراد عينة الدراسة على فقرات الاستبيان , كما استخدم أسلوب تحليل المسار بهدف معرفة أي من المتغيرات المستقلة و الوسيطة هو الأكثر تأثيرا في توظيف ادارة المعرفة . توصـلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج , أهمها : أن المنظمات الأردنية العامة و الخـاصة , عـلى حد سواء , تدرك ما هي ادارة المعرفة , و بمختلف أبعادها , من حـيث : المفهوم , و الدور , و الموجودات , و الأهداف , و الفوائد , و قيادة المعرفة , و الثقافة المنظمية . كما بينت نتائج الدراسة أن المنظمات الأردنية في القطاعين : العام و الخاص تمارس عمليات إدارة المعرفة من حيث : التوليد , و التشارك , والتعلم . و نتيجة لذلك , توصلت الدراسة إلى أن المنظمات الأردنية العامة و الخاصة توظف ادارة المعرفة في أعمالها و إن كـان ذلك بدرجة محدودة تقريبا . و بالتالي , فقد تم قبول فرضيات الدراسة التي ترى وجود أثر لإدراك المنظمات الأردنية ادارة المعرفة في توظيفها , و كذلك وجود أثر لعمليات ادارة المعرفة في توظيفها . كما توصلت الدراسة إلى أن الثقافة المنظمية هي أكثر المتغيرات أهمية و تأثيرا في توظيف ادارة المعرفة . و بناء على ذلك كله , فان الباحث أوصى بعدد من التوصيات التي من شأنها أن تعمل على تعزيز توظيف ادارة المعرفة في المنظمات الأردنية العامة و الخاصة . و من هذه التوصيات : • إنشاء هيئة حكومية تعنى بشؤون ادارة المعرفة , تتولى رسم السياسات الخاصة بتوظيف ادارة المعرفة في المنظمات الأردنية , و تنفيذ هذه السياسات • استحـداث مساق دراسي في الجامعات الأردنية بهدف تنمية الوعي لدى الطلبة بأهمية المعرفة , و ادارة المعرفة • إعادة النظر بالقوانين و الأنظمة , و بحيث تشجع و تعزز توليد المعرفة , و التشارك فيها , و توظيفها في المنظمات الأردنية • تعزيز الشراكات و العلاقات بين القطاعين : العام و الخاص من أجل تعزيز توظيف إدارة المعرفة في القطاعين
|